٣٨ عامًا على رحيل “الأب الروحي” لسندريلا الشاشة العربية.

٣٨ عامًا على رحيل "الأب الروحي" لسندريلا الشاشة العربية.
٣٨ عامًا على رحيل “الأب الروحي” لسندريلا الشاشة العربية.

كتبت: ندا أكرم

تحل اليوم ذكرى وفاة صاحب الألقاب المُتعددة “شاعر الفقراء”، و”شاعر الثورة”، و”فيلسوف البسطاء” ألا وهو الراحل “صلاح جاهين”

الذي تعددت ألقابه دون جٰهدٍ كبيرٍ منه، فهو صاحب المزاج أو الضاحك الباكي أو الإنسان الذي تعددت أيضًا إنجازاته في مجالي الأدب والفن بجميع أشكالها.

صنع “جاهين” مشوار زاخز بالأعمال الناجحة التي قدمها أثناء رحلته الفنية، فقد كان يملك قلمًا من ذهبٍ جعله في المرتبة الأولى في عالم الكتابة،

فقد كان كاتبًا وروائيًا من الطراز الأول، ولعل العمل الأهم الذي قدمه في هذا المجال هو “رباعيات صلاح جاهين” الذي حَمل الطابع العامي البسيط الممتع الذي يتوافق مع ثقافة جميع أطياف الشعب.

ذلك الأسلوب الذي استطاع به أن يُعبر عن هموم الناس ومشاكلهم، خاصة البسطاء منهم. والتي وصلت عدد طبعاتها إلى ١٢٥ ألف نسخة، ولحنها رفيق دربه الراحل “سيد مكاوي”، فكان “جاهين” يكتب و”مكاوي” يحول كلمات جاهين إلى حتى أجمل الألحان.

لذلك استخدم “جاهين” “فن الكاريكاتير” في النقد البناء للمشاكل الاجتماعية والسياسية، فقد كان فنانًا موهوبًا له القدرة على تحويل كلماته وأفكاره إلى رسومات كاريكاتورية ساخرة،

ونالت وقتها قُبولًا شعبيًا كبيرًا، وتم تقديم تِلك الرسومات في مجلة “روز اليوسف” و”صباح الخير” ثُم انتقل إلى “جريدة الأهرام”.

كما لعب “جاهين” كل الأدوار في حياته ببراعة وحكنة، فهو الفنان، والشاعر، والرسام، والممثل، والحكاء. بالإضافة إلى بصمته الخاصة في السياسة، والتي حولها بلسان الشعب إلى كلماتٍ ذات تأثيرٍ ملموسٍ، من خلال تأليف الأناشيد الوطنية.

رُبّ صدفةٌ خير من ألف ميعاد:

ارتبطت سندريلا الشاشة العربية “سعاد حسني” بالراحل “صلاح جاهين” ارتباطًا وثيقًا فقد كان بمثابة “الأب الروحي” و”خازن الأسرار” و”المرآة” التي ترى بها كل الحقائق، و”المستشار الأول” في اختيار أعمالها، واتخاذ قرارتها المصيرية.

وهذا بعد أن جمعت الصُّدفة بينهما خلال لقاء سريع دون سابق ميعاد، حينما قرر صُناع

فيلم “الناس والنيل” زيارة “صلاح جاهين” في المستشفى للإطمئنان عليه أثناء تواجدهم في “موسكو” لتصوير الفيلم، وعلى رأسهم المخرج “يوسف شاهين”، و”سعاد حسني”.

وكان “جاهين” حريصًا على نجاحها كالأب حتى أن تعاونا سويًا في أكثر من عمل حققا خلالهما نجاح كبير.
وكانت البداية مع فيلم “خلي بالك من زوزو” سنة ١٩٧٢ من بطولة:

(حسين فهمي وتحية كاريوكا، وسمير غانم) وتربعا على عرش النجومية بعد طرح الفيلم في السينمات ليكررا بعدها التعاون في فيلم “شفيقة ومتولي” و”أميرة حبي أنا”.

وفيلم “المتوحشة” ومسلسل “هو وهى” بالاشتراك مع “أحمد زكي” وأغنية “صباح الخير يا مولاتى” لتكون آخر الأعمال التي قدمتها التلميذة لأستاذها في التليفزيون.

مرض “جاهين” ونُقل إلى المستشفى، ولم تتركه “سعاد” لمدة خمسة أيام، وظلت بجواره تدعو له بالشفاء، وتقرأ له القرآن إلى أن وافته المنية، وفارق الحياة في ٢١ إبريل عام ١٩٨٦.

حيثُ قالت وقتها: “الآن مات والدي ورفيق مشواري الفني وصديقي الغالي”، ودخلت “السندريلا” في نوبة “اكتئاب” ورفضت الخروج من منزلها، مما تسبب في تدهور حالتها الصحية، وأجبرها الأطباء على تناول بعض مضادات الاكتئاب.

ورحل “صلاح جاهين” تاركًا خلفه إرثًا غنيًّا، ورصيدًا كبيرًا من الأعمال الخالدة التي سطرت تاريخًا في مجال الفن والأدب.

 

 

٣٨ عامًا على رحيل “الأب الروحي” لسندريلا الشاشة العربية.

 602 إجمالي المشاهدات

عن احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

شاهد أيضاً

مهرجان المسرح العالمي في دورته الثالثة تحت رعاية رئيس أكاديمية الفنون الأستاذة الدكتورة غادة جبارة

مهرجان المسرح العالمي في دورته الثالثة تحت رعاية رئيس أكاديمية الفنون الأستاذة الدكتورة غادة جبارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: