مقالات ووجهات نظر

ليالي أقسم الله تعالي بها

ليالي أقسم الله تعالي بها

ليالي أقسم الله تعالي بها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ليالي أقسم الله تعالي بها

الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، لا إله إلا هو إليه المصير، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي الفضل الكبير، ثم أما بعد إن من عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، فقال تعالى فى سورة العنكبوت ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” وكذلك نستقبل الأيام العشر من ذي الحجة بالبعد عن المعاصي، فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته.

وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل، فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، وإن من فضائل العشر من ذي الحجة أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها، وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، فقال تعالى “والفجر وليال عشر” والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره وهو الصحيح، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره، فقال تعالى فى سورة الحج “ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ”

وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس رضى الله عنهم أجمعين، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل الأيام، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها يوم عرفة ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلا، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها يوم النحر، وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، ومن فضائل العشر من ذي الحجة اجتماع أمهات العبادة فيها، حيث قال الحافظ ابن حجر في الفتح “والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره”

ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام هو أداء مناسك الحج والعمرة، وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة، والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات، ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في الأيام العشر من ذي الحجة هو الصيام وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه، وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة.

لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال صيامها مستحب استحبابا شديدا، ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في أيام العشر من ذي الحجة هى الصلاة وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلا، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات.

 

ليالي أقسم الله تعالي بها

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى