مقالات ووجهات نظر

ياعزيزى كلنا وزراء

ياعزيزى كلنا وزراء

ياعزيزى كلنا وزراء

بقلم/ أحمد الجرف

فى البداية تظل حقوق الشعوب فى التعبير عن ما يهمهم ومستقبلهم من الأمور المشروعة والمطلوبة .

حيث يعتبر نبض الجماهير هو المحرك الرئيسي لتوجيه السياسات فى الدول والباعث الحقيقى على التغيير والتطوير وإستدراك دروس الماضى فى سعى حثيث نحو المشاركة والتفاعل فيما يخص العمل العام فى البلاد .

وفى التاريخ دروس وعبر تعكس مدى التفاعل الإيجابي بين الإرادة الشعبية والإرادة الرسمية وكيف كان التلاحم سر النجاح للجميع .وكيف أن التفاعل الايجابي يحقق المعجزات .

فلم تكن لمصر أن تخرج من كبوة صعود الاطراف المتشددة للسلطة الا بالعمل المتلاحم بين الجهود الشعبية والرسمية إنها القوة الضاربة فى كل العصور وتظل إى دولة قوية كصخرة فى قلب الأمواج مادامت هذة القوة الضاربة تتحرك ككتلة واحدة وفى سياق عام متسق مع طموح الشعوب وآمالها فى الرقى والإزدهار .

إلا أن الارادة الشعبية وأراء الشعوب ذات مزاج متقلب ولا تثبت على حال بين الرضا والقبول والرفض والحماسة والعنف أحياناً وكلها ظواهر صحية للغاية لو وضعت كل منها فى موضعها الصحيح .

يحدد مزاج الشعوب ورضاهم وسخطهم أمور عديدة منها :

1_الاعلام الموجهه وهو سلاح له حدين أحدهما للدول والاخر لمن يملك الابواق والقنوات والمعلومات ولو كان من غير الدول .

2-العوامل المؤثرة على هرم الاحتياجات لأى مواطن

( المأكل – المشرب –  المسكن ..الخ ) .

3-مساحة الحرية فى التعبير والتى تسمح للقوى الشعبية أن تظهر وتعبر عن نفسها .

4-المناخ العام المحلى والعالمى والاقليمى .

5-دى وعى وثقافة المواطن وطريقة تفاعله مع الاحداث المحلية والاقليمية والدولية حيث أن العالم صار قرية صغيرة ما يحدث فى الشرق يتاثر به اقصى الغرب.

6- طبائع الشعوب وأصولها التاريخية وبيئتها الحضارية .فمثلا ما يكون عادياً فى الشعوب التى تسكن المدن قد يصنف بالكارثى فى بعض الأحيان فى الشعوب التى تسكن المجتمعات البدوية والعكس .

غير أن هناك آفة تصيب بعض الشعوب والتى هى حديثة العهد بأزمات تتمثل فى إستباق الرؤى وتوقع الأسوء والفهم الغير دقيق بل وبناء النظريات المستقبلية دون إنتظار لما تسفر عنه الأحداث وتلك من الآفات التى تصيب فكر وجوهر العمل العام . 

وقد تلاحظ أن هذة الظاهرة تحدث ويروج لها بعد أى جهود للدولة فى التغيير السياسي أو الوزارى أو القيادى تلك الآفة تعكر المزاج العام للدولة وقد تسبب الإحباط للبعض دون داعى يقودها أصحاب الأبواق الغير مسؤلة،

والتى تنبش فى كل شئ بحثاً عن الظهور والشهرة صحيحة كانت أو خاطئة بهدف جذب الإنتباه والسعى لفرض الرؤي على البسطاء وتوجيههم فقط للتربح الشخصى بدافعهم الشخصي أو موتورين بدافع من غيرهم .

والأفضل أن ينشغل الجميع بإتقان عمله والإخلاص فيه ونبذ الفرقة والعمل للأفضل وإعلاء القيم الروحية والأخلاقية وإحياء صناعة الإتقان فى حياتنا . وننتظر الخير فإن ما تكرره تقرره دون أن تدرى . 

وإنى لأعجب من أناس لا نرى لهم عملاً فى البناء ولا فى الإقتصاد ولا فى إعلاء القيم الروحية يتصدرون المشهد فيرفعوا من أرادوا ويضعوا من أرادوا فقط لأنهم يمتلكون أبواق الكلام للناس مباشرة .

هؤلاء نصبوا لأنفسهم محاكم ومنابر يحكمون منها على الناس بل ويرتدون مسوح الرهبان والحكماء . ويصدرون تلك الأفكار للعامة فقط للتكسب الشخصي وأن يكون لهم السبق دون علم . 

آن لهؤلاء أن يوجهوا تلك الأبواق للعمل العام والنفع العام وإعلاء قيمة الانتاج والعمل والقيم الروحية بدلاً من النقد لجذب الإنتباه وتحقيق مكاسب شخصية فقط .

آن لهم أن يدركوا ان البلاد لن تنهض لو أصبح كل افرادها وزراء وحكام لابد وأن ينهض الجميع للعمل المكلف به فقط بكل جدية هنا فقط ستدور الحياة ويعلو شأن الجميع .

إن البناء الواحد يحتاج الى مهندسين وفنيين وعمال مدربين كل يقوم بعمله أما لو تبادل العمال والفنيين والمهندسين الادوار فلن يقوم البناء بل ستتعثر الخطى ولن يقوم له قائمة كذلك . إنشغل بنفسك وأدى عملك وإترك الاخرين يعملون .

“” فكل ميسر لما خلق له . “”

 

 

ياعزيزى كلنا وزراء

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى