مقالات ووجهات نظر

مقال × حدوته حب الفراولة

مقال × حدوته حب الفراولة

مقال × حدوته حب الفراولة

بقلم / هشــام ســطوحى

أحبها أكثر من عشرة سنوات وكان في هذه الفترة مثال للحبيب المخلص الذي لا يري غيرها ولا ينتبه ولا ينجذب لسواها مهما كانت صفاتها وجمالها .. تمر السنين ولسبب ما تنقطع هذه العلاقة و تنتهى قصة الحب التى كانت أقرب للخيالية ويمر كل واحد منهما في حياته .
وبعد هذه التجربة دخل بطلنا أكثر من علاقة عاطفية ولكن ليست كالحب الأول يرتبط بواحدة وفي نفس الوقت يعرف غيرها يقابل أخرى ويعتقد أنه وجد من يحبها و بعد أيام يكون مع غيرها .. لقد غاب عنه الأخلاص والحب الحقيقي الذي يجعله لا يرى غير واحدة فقط .. حتى عندما تزوج لم يعيش حالة الزوج المخلص أكثر من أيام معدودة.
وتمر الحياة ولكن يقف بطلنا ويُقيم حياته وما وصل إليه ليكتشف أنه شبه فاشل لا يتقدم خطوه .. ويحاول أن يكون متصالح مع نفسه ليعرف ما السبب .. ليكتشف أن كثرة العلاقات كانت سبب أساسي فى عدم نجاحه وأستقرار حياته .. لقد تأكد أن كثرة العلاقات تهدر الطاقات وتشتت التركيز والأنتباه ويتوزع المجهود ويربك الذهن .
وكان كل مرة يحاول فيها أن يكون حبيب مخلص مجرد أيام ويدخل في علاقة أخرى.
و تملك الإحباط منه و اليأس في العثور على من تجعله لا يرى غيرها.
و وصل به الحال أنه كان يقوم بالدعاء ليقابل من تجعله مخلص من تجعله لا يري غيرها .. نعم معظم الرجال ليس في طبعهم الخيانه ولا يريدون كثرة العلاقات ولكن المشكلة الأساسية هى العثور وأيجاد الأنسانه التى تجعله لا يرى غيرها .. لا يشترط الشكل ولا الجمال ولا الهيئة ولكن يسكن حبها في قلب الرجل وعندها لا يرى ولا ينتبه لأخرى.
ونعود الى بطلنا الذي أصبح يعيش حياته وهو يعرف أين العله ولكن لا يجد العلاج.
حتى يرى بالصدفة امرأه لا يعرف عنها شئ سوى شكلها ومن هذه اللحظة تظل صورتها هى روتين حياته وعندما يحب أن يكافئ نفسه يخرج صورتها وينظر لها .. ورسم لها في خياله صورة من الصفات الجميلة والتى يتمناها .. كل شئ جميل هى كل رائع تكون هى .
مجرد صورة غيرت حياته جعلته لا يتمنى غيرها ولا ينشد لسواها .
حتى وصل به الحال الخوف من الأقتراب لها وتنهار كل هذه المشاعر التى يعيشها .. لقد أطلق عليها أسم فراولة لأن هذه الفاكهة رائعة الجمال شكلًا و الأقتراب منها وتناولها أقل إمتاعًا بكثير من شكلها لقد وجد أن متعة النظر لها من بعيد جعلته مخلص وكان سعيد جداً بهذه الحالة التى يعيشها .. ودخل في صراع نفسي ما بين الأقتراب منها والمخاطرة بأنهيار كل هذه المشاعر وحياته التى اصبحت مستقرة وبين أن يظل بعيد ويحتفظ بها وبصفاتها الجميلة التى رسمها لها .
وهنا تكمن المشكلة و المعضلة الحقيقية هل دائما الأقتراب غير الصورة المرسومه .. هل رسم الصورة وتوقع الصفات يكون خيالى زيادة عن اللزوم وبه كثير من الأحلام البعيدة عن الواقع .
وحين يقترب هل سوف تقدر وتستوعب حبه لها دون أن تُدخله في صدمة وصراع هل هو الحب المراد أم لا ؟.
الجميع يتهم الرجال بالخيانه ولا يعلمون أنه لم يقابلها وحين يقابلها يصبح كالطفل الذي لا يعرف ولا يرتاح ولا يحب سوى أمه .
الرجل ليس كائن خائن بطبعه ولكن يحاول أن يجد الأحتواء وللأسف فلسفة الأحتواء أصبحت منعدمه بين معظم النساء.

 

 

 

 

 

 

 

مقال × حدوته حب الفراولة

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى