مقالات ووجهات نظر

رسالة نصر إلى أعداء مصر

بقلم : محمد سمير خيال

رسالة نصر إلى أعداء مصر

الزمان: الساعة 2 ظهراً يوم السبت 6 أكتوبر 1973م والموافق 10 رمضان 1393هـ.

المكان: شبه جزيرة سيناء التابعة للدولة المصرية التي تقع شرقاً من الأراضي المصرية.

مما لا شك فيه عند حلول مناسبة سعيدة على المصريين والعرب بذكرى معركة أكتوبر المجيدة والذي انتصر فيها الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي الذي اعتدى على جزء من أرض مصر وهي سيناء لتجد كل بيت أصيل يسعد بهذه الذكرى العظيمة في التاريخ فإما والده أو جده أو من أقربائه سواء عاش وقد شهد معركة النصر فهو من الأبطال العظماء أو قد مات في ساحة المعركة فهو من الشهداء الذين جاهدوا في سبيل الله وحاربوا العدو الذي احتل بلادهم بدون وجه حق ولقنوه درساً لن ينساه ليتذكر أن هذه البلاد خط أحمر وليست كباقي البلدان.

اعلم إني لست أول من يتحدث في هذا الموضوع العظيم، ولكن بعض الأفكار راودتني وتحرك قلمي لأضيف إلى معلوماتكم كلمات قد تفيدكم وتخرج ما هو في فكري كمصري يعشق وطنه مصر.

حرب أكتوبر هي حرب عزة وكرامة التي عادت للشعب المصري والجنود المصريين بعد ما فقدوه معنوياً وما خسروه مادياً وما افتقدوه من الأرواح خلال الحروب السابقة: حرب فلسطين 1948م والعدوان الثلاثي 1956م والنكسة 1967م وكل ذلك من هذا العدو الصهيوني للأسف.

– سميت الحرب في مصر حرب السادس من أكتوبر تيمناً بالشهر الميلادي الذي نشبت فيه الحرب أو حرب العاشر من رمضان تيمناً بالشهر الهجري الموافق لنفس التاريخ. وتعرف الحرب في سوريا باسم حرب تشرين التحريرية تيمناً بالشهر السرياني الموافق لتاريخ الحرب. فيما تعرف الحرب في إسرائيل باسم حرب يوم الغفران (بالعبرية: מלחמת יום כיפור، ميلخمت يوم كيبور) نظراً لموافقة تاريخ بدء الحرب عيد يوم الغفران اليهودي.

– لقد كان من المدهش والعجيب أن صادف يوم 6 أكتوبر1973م موافق10رمضان وموافق 10 تشري (عيد الغفران) عند اليهود، وكأن الرئيس الراحل محمد أنور السادات رحمة الله عليه أراد أن يضرب قواتهم المحتلة لسيناء ويخرجهم من أرض مصر في نفس اليوم الذي يحتفلون فيه بخروجهم من مصر ونجاتهم من بطش فرعون وجنوده الذي أغرقهم الله في البحر.

– كانت إسرائيل في (حرب 1967) قد احتلت شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا، بالإضافة إلى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني وقطاع غزة.

-لقد تغلبت قواتنا المسلحة بفضل الله ثم قيادتها الحكيمة وجنودها البواسل على عدة صعوبات :

قد شكلت قناة السويس مانعاً مائياً صناعياً صعب العبور، إذ يبلغ عرضها ما بين 180 إلى 200 متر، وأجنابها حادة ومكسوة بالحجارة مما يمنع عبور الدبابات البرمائية، بالإضافة إلى ذلك أنشأ الإسرائيليون سداً ترابياً على الضفة الشرقية أسسوه على التلال الرملية الناتجة من حفر القناة عند شقها، وعلى طول هذا السد شيدوا خطَّ دفاعٍ منيعٍ جداً مؤلفٍ من خمسةٍ وثلاثين حصناً منيعاً من بور فؤاد شمالاً إلى لسان بور توفيق جنوباً أطلقوا عليه «خط بارليف» نسبةً إلى حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي السابق. استندت خطة العبور إلى فتح ثغراتٍ في الساتر الترابي الشرقي لإنشاء رؤوس الجسور وتسهيل عبور المشاة والمعدات والمركبات باستخدام فكرةٍ بسيطةٍ ولكنها فعالةٌ، وهي التجريف بضغط المياه باستخدام المضخات وخُصِّص لكل ثغرةٍ خمس مضخاتٍ يمكنها إزاحة 1500 متر مكعب من الأتربة خلال ساعتين بعدد أفراد من 10 إلى 15 جندي.للتغلب على نيران النابالم المشتعلة على سطح القناة خُطِّط لسد فتحات أنابيب المواد المشتعلة قبل بدء العبور بمادة قوية سريعة التصلب، مع قصف خزاناتها بالمدفعية أثناء فترة التمهيد المدفعي الذي يسبق الهجوم، وانتخاب نقط عبور فوق اتجاه التيار لتفادي تأثير السائل المحترق. ولتدعيم المشاة العابرة إلى الضفة الشرقية بالذخيرة والمؤن -ريثما يبدأ عملُ الجسور وبجري نقلُ المعداتِ والأسلحةِ الثقيلة- جرى تغيير الشدات الميدانية لجنود المشاة لتسمح بحمل أوزانٍ تصل إلى ثلاثين كيلوجراماً وبحيث تسمحُ للجندي بالتحرك بيسرٍ داخل أرض المعركة. وتم إمدادهم بعربات جر يدوي يمكنها حمل مئةٍ وخمسينَ كيلوجراماً من الذخيرة والمعدات ويمكن جرها بواسطة فردين. كما زُودوا بنظاراتٍ مُعتمةٍ يُمكن ارتداؤها لمواجهة الأضواء المبهرة التي قد تستخدم لإعاقة ضرباتهم. بالإضافة إلى سلالم الحبال المستخدمة في البحرية المصنوعة من درجاتٍ خشبيةٍ وأجنابٍ من الحبال مما يسهل طيه وحمله ويمنع غوص أرجل الجنود وعرباتهم في رمال الساتر الترابي.

-إن حرب أكتوبر المجيدة كانت ومازالت رسالة موجهة للعدو الصهيوني بل وكل أعداء مصر تقول لهم فيها إن مصر التي تعرفونها ( ايجيبت ) هذا المسمى الذي أطلقتموه عليها مشتقاً من اسمها القديم ( جب تا ) والذي يعني ( أرض الإله ) كان ولابد أن تفيق عقولكم قبل الاعتداء على هذه الأرض المباركة من الله والتي ذكرها في القرآن الكريم أكثر من الأراضي المقدسة الأخرى يقول الله ﷻ ۞ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ۞ ﴿٩٩ يوسف﴾ لقد كانت عقولهم مغيبة ولم يرشدهم أحد بأن الأراضي التي اعتدوا عليها مقدسة ولها حرمات كما أخبرنا المولى عز وجل في القرآن الكريم عندما صعد سيدنا موسى عليه السلام جبل الطور بسيناء ،يقول الله ﷻ ﴿ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ [ سورة طه:12]

وفي الكتاب المقدس عند المسيحين واليهود يقول الرب:

{اخلع حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الموضع الذي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ} (سفرالخروج1:3).

وفي الختام:في هذا اليوم العظيم، نتذكر تضحيات شهدائنا الأبرار، ونعاهد الله أن نبقى أوفياء لدمائهم، وحافظين على مكتسبات وطننا،إلى أبطال قواتنا المسلحة، تحية إجلال وإكبار، فأنتم درع الوطن وحصنه المنيع.في يوم العزة والكرامة. تحية وفاء لكل من شارك في حرب أكتوبر المجيدة،تحية لكل جندي وضابط مصري استشهد من أجل الدفاع عن الوطن.

رسالة نصر إلى أعداء مصر

رسالة نصر إلى أعداء مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى