مقالات ووجهات نظر

الملكة المنهكة.. بقلم/ أحمد الجرف 

الملكة المنهكة.. بقلم/ أحمد الجرف 

المرأة فى كل الأديان السماوية والأعراف الدولية هى شريك الرجل وحاملة لواء التربية ومدرسة كل الأجيال التى تخرج الملوك والرؤساء وأصحاب الفضائل والشرفاء على مختلف أماكنهم وهى ملكة البيت والدار والقصر ومدبرة الأمر والنهى وسيدة الموقف داخل مملكتها والمستشار الأمين للملوك والزعماء والعلماء والزوج الكادح الذى يسعى مخلفاً وراءه حصن منيع من التدبير والعقل والحكمة فى بيته.

وظلت المرأه فى كل العصور محور الكون فى كافة الحضارات قامت من أجلها الحروب واديرت الملاحم كما حدث فى هيلين طرواده وتم بها النصر والهزيمة كما فعلت أشهر ملكات مصر كليوباترا .

حتى ادرك رجل المال أهميتها فى السوق فعل منها هى ذاتها سلعة ولكى يسهل من عملية تحويلها من ملكة إلى سلعة قام بتحقيرها أولاً . فقام ببيعها وشراؤها كأسيرة نكاية فى قهر العدو المهزوم والتنكيل بشريفاته من خلال بيعهن كعبيد للخدمة . 

ثم تطور المفهوم الى مفهوم أخر مفهوم الملكية والتفرقة العنصرية وبيع المرأة ذات البشرة المختلفه على أنها ليست كالأخرى هروباً من محاولة التمرد على أحقية المرأة فى العيش كأميرة .

فكان التحقير هو المبرر لدى رجل المال لجعلها سلعة من وجهه نظرة سواء بإعتبارها أسيرة أو أنها لاترقى لمرحلة أنها كريمة مصونه أو أنها مختلفة اللون والعرق . 

راجت تجارة النساء واصبحن خادمات ومقهورات فى القصور والبيوت . أو لارضاء مطالب الرجال زوى السلطة والمال .ثم ظهر رجل المال الاقل نبلاً فعمد إلى الإساءة إلها بإستغلال معطياتها الجسدية فى الترويج لها فقدمها عارية وراقصة و..المهم أنها تجنى المال .

فى عصرنا ظهر رجل المال الاكثر إستغلالاً للمرأة ووضع نموذجا فريداً لها تقدم المرأة كل شيئ بكل إرادتها طوعاً لتحصل على لا شيئ .تعالت أصوات تحرير المرأة وتعالت أصوات عمل المرأة وسعيها سعى الرجال والمنافسة فى كل شيئ وكأنها كانت فاقدة لكل شيئ . 

تركت المرأة بيتها ومملكتها وأهملت أدوارها فى التربية والنشأ والتدبير وإتخذت مقاعد الرجال فى كل شيئ ظناً منها أنها تحررت .

الشاهد أنها تركت دورها الأساسي فى البيت وتربية النشأ . هنا فقط صارت كل النساء فى يد رجل المال البغيض . قدم لها أسوأ الملابس التى لا تستر ولا تقى من الخطر بل وصنع لها نموذجاً لكيف تتقبله بعد أن قدمه على أجساد المشاهير ومايسمى بنجوم المجتمع .ثم جعلها سلعة سهلة رخيصة يقدم من خلالها كافة استثماراته .جميع الإعلانات تتواجد بها الملكة (المرأة) بداية من أبسط الاشياء إلى اعقدها . بلا خجل أو مراعاة لطبيعتها الملكية .

فقط أخرجوها من دورها المقدس الذى لم يستطع الرجل بالطبع أن يملئ الفراغ الرهيب من تركها لمهامها . فقد الرجل مع التحرر المزعوم للمرأة كل شيئ السكينة والام والاخت والابنة والزوجة والمستشار وإقتصادى البيت بينما فقدالابناء كل شيء . 

تدهورت الأذواق وعلت أصوات التبجح فى مجتمعاتنا بالرزائل ولم يعد من يوجه المجتمع .دعونا نقيم دفع المرأة الى سباق التحرر المزعوم .من وجهه نظر معاصرة معتدلة .ماذا كسبت المرأة وماذا خسرت .

كسبت المرأة مزايا لا يمكن إنكارها غير أن توظيف هذة المزايا لم يعد على دورها الاصيل بالنفع فقد كسبت المرأة أنها تعلمت وخرجت من دائرة العلم المحدودة الى دائرة كل العلوم ولكن كيف انعكس هذا العلم على دورها التربوى فقط إنعكاس محدود للغاية وفى بعض المجالات وليس كلها .كسبت المرأة العمل وصار لها إمكانياتها المالية المستقلة

.نعم نجحت وإستفادت الكثير من النساء من ذلك الجهد وفى حالات ليست بالقليلة أصبحت تكفى بيتها وأولادها من دخلها الخاص وخاصة إذا كانت مضطرة لذلك . الا ان ذلك جعل من شريك الحياة رجل بلا ميزة حقيقية وإنما رجل ومعه زوجة تكدح مثلة فإعتمد عليها وتناسى قوامته تحت ضغوط الحياة فظهر الرجل العبء على زوجته المتحامل عليها تحت دعوى أنها تحقق دخلاً هى الاخرى . وعانت المرأة من أشباه الرجال وعانى الرجل من أشباه النساء المتجاسرات على طبيعتهن .

تبادل الرجال والنساء الادوار والمهام وتضاربت الادوار وظهرت إجيال ضعيفة البنية نتيجة الاهمال فى البيت من غياب الملكة واجيال تافهة واجيال محرومة من أرصدة الادب والثقافة والفكر وقواعد السلوكيات والاعراف .

إننا ببساطة نواجه كوارث غياب دور المرأة الرائع . إيقاع الحياة تغير فى العالم . حتى أن المرأة بعد كل هذا الجهد والتعب لم تنعم بالراحة المنشودة وإنما هى الاخرى تعانى ممن تركتهم بلا رعاية فى المجتمع من الرجال والنساء يذيقونها ألوان التحكم والتجارة وأولهم رجل المال المستغل . الذى أقنعها فى البداية بجمال ترك دورها والان يستمتع بإستغلالها .

وحتى لا يلتبس معنى المقال . إننى هنا أويد وبشدة تعليم المرأة وتثقيفها وعملها ولكنى أأوكد على أهمية دورها فى البيت والمجتمع والأسرة وإن لم يكن هناك ضرورة لعملها فبيتها هو نواة صلبة لقوام البيت والحياة بغياب دورها ضاع طعم الحياة والصحة والبهجة والألفة والذوق . اعيدوها ملكة على عرشها ينتظم كل شيئ وتعود لنا الحياة .

الملكة المنهكة.. بقلم/ أحمد الجرف 

 

 

 

 

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى