أخبار عاجلة

الدكروري يكتب عن شعبان هو شهر السقى

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن شعبان هو شهر السقى

لقد ابتعد الناس اليوم إلا ما رحم الله من عبادة عن نهج الله تعالي وشريعته، كما هجروا كتاب الله وسنة نبية المصطفي صلي الله عليه وسلم، فهجروا سماع القرآن والإيمان به والإصغاء إليه، فتجد بعضهم يستمع إلى إذاعات الدنيا ويستمع إلى ما حرم الله من لهو الحديث، وإذا مر بسمعه القرآن أغلق الجهاز أو المذياع، نعوذ بالله من ذلك، كما هجروا تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، حيث يلجأ بعض الناس إلى تحكيم القوانين، أو تحكيم أعراف القبائل في النزاعات والخصومات، كما هجروا تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد الله سبحانه وتعالي به منه، وهجروا الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به.

 

وهجروا العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن شهر شعبان هو شهر السقى، وهذه مقولة هامة، وهي لأحد سلفنا الصالح وهو أبو بكر البلخي رحمه الله حيث قال رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي للزرع ورمضان شهر حصاد الزرع، فكيف لمن لم يزرع، ولم يسقي زرعه، أن يحصد، وأن ينتج، وهل هو كمن زرع وسقى وانشغل واهتم، فلا يستوي هذا وذاك، ولا يستوى من جاهد نفسه وعلت همته وقويت إرادته، ومن بلغت به الدنيا مبلغ التيه والضياع، فقال الله عز وجل فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة العنكبوت ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” فمن بذل وسعه في الحصول على الخير واغتنام الوقت يسر الله له الأجر ،ومن أراد طاعة الله وفقه الله لذلك، ومعنى قوله تعالى ” والذين جاهدوا فينا”

 

أى اجتهد في الوصول إلى الحق، يسر الله له الحق، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة الليل ” فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنبسره لليسرى” فالعجل العجل قبل فوات الأجل، فأين هي النية الصالحة؟ وأين هو وردك في القرآن؟ وأين هي العزيمة والإصرار على المنافسة؟ فقد جعل الله الحياة ميدان سباق، فمن حاز قصب السبق حاز رضوان الله، ومن حاز رضوان الله فقد فاز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، نعم فإنه سباق شريف نزيه، غايته نبيلة، ومراده طيب، وهو رضوان الله تبارك وتعالى، وأما عن الوقفة الثالثة فهى حاجتنا إلى التطهير، وأعني بالتطهير وهى التوبة النصوح، فهي هدية من الله عز وجل إلينا أن نتوب فيمح الله عنا ما مضى، يغفر الزلات ويقيل العثرات.

 

ويضاعف الأجور والحسنات، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قَال ” إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة، رب اغفر لى وتب على إنك أنت التواب الرحيم ” رواه أبو داود والترمذى، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا حاله مع التوبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو من هو، هو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يتوب في المجلس الواحد مائة مرة، وما هذا إلا ليلفت أنظارنا إلى منزلة التوبة وأهميتها وحاجتنا إليها، لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون” رواه الترمذي ، فمهما حدث من أخطاء، فربنا كبير، يحب عبده التائب، ويفرح به ويغفر له، فنحن بحاجة إلى أن ندخل رمضان ونحن على طهارة تامة من كل الذنوب، ولن يكون هذا إلا بالتوبة النصوح.

 

 

الدكروري يكتب عن شعبان هو شهر السقى

 1,194 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!!

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!! كتب/ أحمد حمدي أكد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: