أخبار عاجلة

أكتوبر.. بين الآن والذى كان

أكتوبر.. بين الآن والذى كان

 

بقلم… حنان ممدوح الطيب

رئيس قطاع مدن القناة والبحر الاحمر 

أكتوبر.. بين الآن والذى كان

خمسون عاماً مضت على حرب إستعادة الكرامة وإسترداد الأرض وتحويل الإنكسار إلى إنتصار، ولازالت تتوارد على ألسنة وفى ذاكرة من عايشوا تلك الفترة من تاريخنا حكايات تجعلنا ندرك أن قيم وسمات ذلك الجيل كانت سبيله الأكثر تأثيراً فى تحقيق النصر.

ذلك الجيل الذى قاسى مرارة الهزيمة فى يونيو ٦٧ وتغاضى عن محاسبة الذين تسببوا فيها وكرس جهوده لرد الإعتبار وقهر العدو الذى إغتصب الأرض متضامناً وداعماً حتى لأولئك الذين تسببوا فيها لمجرد أنهم من نبت هذه الأرض الطيبة ، ظلوا على مدى ست سنوات يقنعون بالقليل ويشبعون بالفتات ويتبرعون بما يملكون وعن طيب خاطر للمجهود الحربى، لم يعرفوا أو يمارسوا ولو مظهر واحد من مظاهر الرفاهية حتى يحققوا الهدف المنشود، لم يعرفوا أو يمارسوا الأنانية ولكن ساد بينهم التراحم والتواد ليرسم لوحة رائعة يتوسطها علم مصر مزينة بشعارات النصر أو الشهادة، وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ويحدد تلك اللوحة إطار من التكافل والترابط المجتمعى.

سادت فى تلك الفترة عادات وتقاليد متميزة تعظم دور العائلة والأسرة، وتعرف للكبير قدره، وتحفظ للجار حقوقه، وتكاد تخلوا ساحات القضاء من المتخاصمين لأنهم كانوا يجدون السبيل لتصفية منازعاتهم فيما بينهم، وكانت الكلمة سيف، والوعد دين وتلك سمة الحر، أخلاقٌ حميده كانت تمشى على قدمين فحققوا مرادهم مصداقاً لقول شوقى أمير الشعراء ” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.

وبعد سنوات الهزيمة الست تحقق النصر فى ساعات ست ظهيرة اليوم السادس من أكتوبر فى العام ١٩٧٣ بجيش الشعب من عمال وفلاحين وشباب جامعات من مجندين ومتطوعين على الجبهه وفدائيين وقوات شعبية تحت مظلة الدفاع الشعبى كما لم يفت المرأة المصرية بالمشاركة تحت مظلة الهلال الأحمر لعلاج الجرحى والمصابين إلى جانب الدور الوطنى الذى قام به فنانو وفنانات مصر مادياً ومعنوياً . 

وكان لمجتمع يتميز بتلك القيم والسمات الحق فى أن ينتصر ويزهوا بالنصر، مجتمع يستحق أن يتوج بتاج العزة والكرامة وأن يتقلد وسام التضحية والفداء حينما أستمر فى تحمل فاتورة الحرب وإعادة البناء فى مرحلة السلام التى طالت فيها سنوات الإختناق فى عنق زجاجة السياسات الإقتصادية والتى ولد فيها وعايشتها الأجيال حتى يومنا هذا. 

ربما لا تختلف الحروب العسكرية كثيراً عن تلك التحديات العالمية والإقليمية والمحلية التى تواجهها الدول التى تريد أن يكون لها موطئ قدم على الخريطة الدولية فى ظل عالم يهيمن عليه ويتحكم فى مصائره قطب واحد يتربع على عرش السيطرة على مقدرات العالم . 

وهنا يأتى السؤال الذى يجب على الجميع الإجابة عليه… هل يستطيع مجتمعنا أن ينتصر لمصر فى تلك التحديات التى تواجهها بقيم وسمات مجتمع أكتوبر الآن، كما إنتصرت لها قبل خمسون عاماً قيم وسمات مجتمع أكتوبر الذى كان؟ . 

#بنت_الطيب 

أكتوبر.. بين الآن والذى كان

 1,043 إجمالي المشاهدات

عن محمود بكر

شاهد أيضاً

محافظ الإسكندرية يطلق مبادرة "توظيفك علينا" لتشغيل 1000 شاب وفتاة

محافظ الإسكندرية يطلق مبادرة “توظيفك علينا” لتشغيل 1000 شاب وفتاة

محافظ الإسكندرية يطلق مبادرة “توظيفك علينا” لتشغيل 1000 شاب وفتاة ليلى حليل أطلق اللواء/ محمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: