جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
” بتتكلم جد ؟! “الصراع مابين الصدق والكذب
بقلم/ د. وفاء حسن
تساقط القيم والأخلاق والثوابت لدينا أصبح أمراً جلل، فقد تدنت الأخلاقيات وضعف التمسك بالثوابت وباتت متهاون فيها بشكل بين ،الكبير والصغير والمسؤول والمحكوم وغيره….. غالياً الجميع غير اهل للثقه .
فلا المتحدث موثوق في صدقه ، ولا المستمع واثق ومصدق لمن يستمع !!
الصدق هو أحد القيم الأساسية التي يجب أن نحترمها في حياتنا اليومية، وهو يعني الصراحة والأمانة في القول والفعل، وهو ما يساعد على بناء الثقة بين الناس وتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية.
بالمقابل فإن الكذب والخداع يعتبران آفات تسري في المجتمعات وتهلكها، وهو ما يؤدي إلى فقدان الثقة بين الناس وتعطيل عملية العدالة والتعاون.
ومع ذلك، فإنه في بعض الأحيان يكون من الصعب التأكد من صدق الشخص الذي يتعامل ويتحدث معنا، وخاصة في عصرنا هذا عصر الإنترنت الذي يمكن لأي شخص أن يخفي هويته وشخصيته ويدعي أنه شخص آخر.
لذلك علينا الحذر والتنبه كثيراً قبل اعطاء الثقه والتعامل بحميمية مع الآخر . فيجب علي سبيل الحذر اتباع خطوات بسيطه للتأكد من صدق الشخص الذي يتحدث معنا….
الاستماع بانتباه
التحقق من المصادر
البحث على الإنترنت
الاستشارة
الاهتمام بلغة الجسد
مراجعة التفاصيل
إن الصدق قيمة دينية وإنسانية عالية الأهمية، فالدين الإسلامي يشجع على الصدق ويحث على احترامه، ويوضح أن الكذب والخداع من السلوكيات المذمومة والتي يجب تجنبها. ففي كتاب الله ….
الصدق من صفات الله عز وچل…
(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا).سورة النساء،
الصدق من صفات الأنبياء :-
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا). سورة مريم
الصدق من صفات المؤمنين :-
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ). سورة الحجرات
أمر الله للمومنين بالصدق :-
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). [سورة التوبة
قال الرسول ﷺ أخبر عن المنافقين بخصال ليحذرنا منها، حتى نبتعد عنها، يقول ﷺ: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ))
فهو يحذرنا بدايه الحديث من الكذب في الحديث ونشر الأخبار والتشهير فإنها من خصال أهل النفاق نعوذ بالله فيجب الحذر منها.
وهذا الأمر ليس محصورا بالإسلام فقط، فجميع الديانات والثقافات تحترم الصدق وتحث عليه، حيث يعتبر الصدق أساساً لبناء الثقة المتبادلة بين الناس وجعل العلاقات الإنسانية قوية ومستقرة.
ومن الجدير بالذكر أن الكذب والخداع يسببان العديد من المشاكل في المجتمعات، فقد يؤدي الكذب إلى فقدان الأمان والمحبه وزعزعة الاستقرار الاجتماعي، ويسبب الخداع الكثير من المشاكل في المجالات المختلفة، مثل المالية والاقتصادية والسياسية.
لذلك، يجب على المجتمعات العمل على تعزيز قيمة الصدق وتحث عليها، وتعزيز الثقة بين أفرادها، وتحفيز الناس على الالتزام بالصدق في تعاملاتهم المختلفة. ويمكن ذلك عن نبذ الكاذبين ومروجي الإشاعات وحتي نصل لعقوبات لهم علي مستوي الشخص والدوله.
بقلمي/أ.وفاء حسن محمود صالح
اخصائي بالتربيه الخاصة
اخصائي الارشاد النفسي والاسري
جامعه عين شمس
430 إجمالي المشاهدات
