انهم يسرقون اعمارنا

انهم يسرقون اعمارنا

انهم يسرقون اعمارنا

 

بقلم الكاتبة / غادة العليمى

 

انهم يسرقون اعمارنا يتسللون الينا من كل مكان ويقتسموا معنا الباقى منا

مهما بدا الامر بسيط وتافهه وراء الامر جرم وسطو وسرقة لا تقدر خسائرها 

هكذا حدثت نفسي وانا انتظر من دون جدوي

يخبرنا الله العظيم بقوله العظيم فى سورة النور ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) رسائل الله لا تتوقف لكن لا احد يقرأ ولا يفهم

وهذا ايضا يالله اظنه عظيم

اضطررت التوجه صباح باكر لمصلحه عامه لانهاء مصلحه خاصه اخذت دورى وجلست انتظر فى طابورى منتهى صرامه فى السماح بالدخول والعدد كان كبير جدا اخرجت هاتفى واخذت انهى بعض من فروضى الصحفيه وتفرغت بعدها لمراقبه الناس لاكتب عنهم كما تعودت من مشاهداتى اليوميه

الوقت يمر ساعات من العمر ومعها بعض من رصيد الصبر وسعه الصدر بلاجدوى

راقبت الامر الدور يمضى كسلحفاة كسيحه بلا قدمين 

ولا احد يهتم لقطع الديكور الملقاه على المقاعد التى انا واحدة منهم

ثم بدأت عمليات السطو تنساب فى ثقة وبجاحه اشخاص تأتى وتدخل وتخرج مظفره بالانجاز ونحن جالسين لحفظ النظام الغير موجود 

 تفقدت دورى بينى وبين شباك المصلحه سنين ضوئية فالطابور لا يتحرك وعمليات السطو التى تتم بإسم المعرفة والواسطه فى المكان لا تتوقف ٤ ساعات مروا لم تتوقف خلالها ويبدو انها لن تتوقف وعلى المتضرر ضرب راسه فى اقرب حائط 

نفذ صبرى تفقدت هاتفى اعرف كثيرا ممن اذا هاتفتهم سيساعدونى لانجاز امرى من دون اهانه الانتظار

فى بلادنا يستقر فى نفوس شعبنا ان مدى اهميتك تتوقف على قلة عدد مرات الانتظار وعدم الالتزام بالنظام

وها انا بلا اهمية تقريبا بهذه المقاييس المجتمعيه

لكننى اصررت اكثر ان انتظر فالأمر لا يستحق مجامله وقد قطعت من الانتظار اشواط فات منها الكثير وبقى القليل

حتى وصلت الى الشباك اخيرا فدخل شخص اعرفه من باب خلفى مع احدى العاملين بالمكان وتظاهر ان لديه مشكله مفاجئة ليقف امامى وينجز اوراقه قبلى انا التى انفقت ٥ ساعات من عمرى لاخذ دورى وهو الذى جاء من باب خلفى لم يستغرق الامر معه ٥ ثوانى 

التفت الى مازحا بلزوجه وقال مالذى يبقيكى تنتظرى ولماذا لم تحدثينى او تحدثى غيرى لينجزك من دون دور او طابور.. ثم راح يختال بأنه شخص لا يقبل ان يقف فى طابور ولا يهمه الدور 

اخبرته بثبات انه مجرد غوغائى تعود سرقة اوقات واعمار الاخرين وانا لست مثله وتركته مستاء من الكلمات والتفت لانجز مصلحتى

وحين خرجت كنت قد انهكت وضاع وقتى وثقتى فى النظام ورغبتى فى التصرف بالتزام وامانه كلفنى جزء من عمرى

سرق من يومى ٥ ساعات موزعة على كل من دخل من الباب الخلفى وهم كثيرون خرجوا ودخلوا وتعاونوا جميعا على اقتسام ٥ ساعات من عمرى ومعها شئ من صبرى وايمانى بمبادئى واظننى اذا ماعادت الكره من جديد سأحذو حذوهم وافعل مثلهم واسرق من عمر اخرين اعوض به ما سلبوه منى

من السوء ان تحيا فى مجتمع يتفشي فيه السوء 

ليصبح المواطن الملتزم شخص بلا اهميه ولصوص الوقت اناس مهمه

وانا قررت ان اكون.. مثلهم  شخص مهم حتى لا يسرق منى العمر

 636 إجمالي المشاهدات

عن اميرة عطالله

شاهد أيضاً

الوقاية من الإدمان وطرق العلاج

الوقاية من الإدمان وطرق العلاج كتبت دكتورة/ شيماء رضا العزبي إستشاري صحة نفسية وإرشاد أسري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: