عن استراتيجيات حلف الناتو بين التحديات و المصالح

عن استراتيجيات حلف الناتو بين التحديات و المصالح

عن استراتيجيات حلف الناتو بين التحديات و المصالح

بقلم ..د./ نورالدين سعد

عن استراتيجيات حلف الناتو بين التحديات و المصالح

أدْرَج حلف شمال الأطلسي، سنة 2022، الصين، وبشكل مُعْلَن، لأول مرة، ضمْنَ “التّحَدّيّات لمصالح وأمن وقِيَم التحالف”، وفي تعليله لهذه الإستراتيجية، أعلن الأمين العام ينس ستولتنبرغ: إن الصّين تعمل على بناء قواتها العسكرية بشكل كبير، بما في ذلك الأسلحة النووية، وترهيب جيرانها، وتهديد تايوان .” ولئن وَرَدت الصين بشكل صريح لأول مرة، فإن التركيز على الصين يعود إلى الأيام الأولى للتحالف العدواني الذي تأسس بهدف إخضاع العالم المتحرر من الاستعمار للمظلة الجيوسياسية الأميركية، ولم يتغير الأمر بعد مرور 76 سنة، وبعد انهيار الإتحاد السوفييتي، حيث يواصل التحالف تعزيز الهيمنة الأميركية…

في إطار المناقشة البرلمانية حول تأسيس حلف شمال الأطلسي، قال وزير الخارجية الكندي ليستر بيرسون، قبل 75 سنة: ” لا توجد طريقة أفضلَ من العمل بين القوى الديمقراطية العظمى على ترتيب الأمن العالمي لضمان أمن المحيط الهادئ في هذه اللحظة بالذات “، وبعد سنتَيْن صرّح نفس الشّخص: “إن الدّفاع عن الشرق الأوسط أمر حيوي للدفاع الناجح عن أوروبا ومنطقة شمال الأطلسي”، وفي عام 1953 صرّح بيرسون: “لم تعد هناك سوى فجوة جغرافية صغيرة نسبياً [5000 كيلومتر] بين جنوب شرق آسيا والمنطقة التي تغطيها معاهدة حلف شمال الأطلسي، والتي تمتد إلى الحدود الشرقية لتركيا”، وخلال الحرب الكورية التي قادتها الولايات المتحدة في الفترة 1950-1953، برّرَ وزير الخارجية الكندي إرسال 27 ألف جندي كندي إلى كوريا، واعتَبَرَ حرب كوريا ” أول اختبار حقيقي لحلف شمال الأطلسي، حتى ولو كان يحدث على بعد نصف الكرة الأرضية”، باعتبار هذه الحرب اختبارًا للسلطات الشيوعية التي تحكم الصين منذ سنة 1949، ولما أصبح استفزاز الولايات المتحدة صريحًا وواضحًا، من خلال اقتراب القوات الأميركية من حدود الصّين، تدخل الجيش الشّعبي الصيني، وكذلك الإتحاد السّوفييتي، وخلفت الحرب نحو ثلاثة ملايين قتيل…

كانت الصين من أهم نقاط جدول أعمال قمة منظمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت في واشنطن العاصمة في تموز/يوليو 2024، وأَوْرَدَ البيان الختامي ذِكْرَ الصين الشعبية ما لا يقل عن 14 مرة، واعتبر البيان “إن جمهورية الصين الشعبية لا تزال تشكل تحديات منهجية لأمن ومصالح وقِيَم أوروبا وأمريكا وحلف شمال الأطلسي”، وورّطت الولايات المتحدة زعماء الدول “الشريكة” لحلف شمال الأطلسي الذين تمت دعوتهم لحضور القمة: اليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا، وَلِوَضْعِ استراتيجية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، تضمنت أربعة مشاريع مشتركة جديدة، ومن بينها إنشاء كتلة عسكرية مناهضة للصين التي أصبحت “عاملا حاسما في دَعْمِ روسيا ضد أوكرانيا”، واعتبرت الولايات المتحدة “إن علاقات الصين مع روسيا تهدد حلف شمال الأطلسي”، رغم الحذر والتّكتّم الصيني، ورفض بيع الأسلحة لروسيا، خوفًا من عقوبات إضافية أمريكية، فيما يعتبر حلف شمال الأطلسي دعم أوكرانيا بكميات ضخمة من الأسلحة النّوعية أمْرًا عادِيًّا، وفي الواقع تكمن الغرابة في استهداف تحالفٌ لدول “شمال الأطلسي” دولةً آسيويةً بعيدةً، ويدّعي هذا التحالف إنها “دِفاعي” وهو في واقع الأمر هجومي عدْواني ولا يقتصر على شمال الأطلسي، بل هو أداة لِبَسْط هيمنة الإمبريالية الأمريكية من خلال العدوان والإحتلال في جميع أنحاء العام، من أفغانستان إلى ليبيا وغربي إفريقيا، مرورًا بالعراق وسوريا واليمن وغيرها…

 

عن استراتيجيات حلف الناتو بين التحديات و المصالح

Loading

عن هند معز

شاهد أيضاً

مصر ترفض تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وتحمله عواقب تصريحاته

مصر ترفض تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وتحمله عواقب تصريحاته متابعة : فيفيان فخرى أعربت جمهورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *