رحلة البحث عن ميكانيكى الإصلاح

رحلة البحث عن ميكانيكى الإصلاح

رحلة البحث عن ميكانيكى الإصلاح 

بقلم/ أحمد الجرف

حياة الأمم لاتقوم على وتيرة واحدة من الرخاء أو السعة فى الرزق أو منحى ثابت من القوة ولا حتى الضعف .

وإنما هى مزيج بين معطيات وقرارات وسياسات وموائمات تكون نتيجتها تولد منحنيات القوة والضعف والثبات أحيانا .

تلك سنة ماضية فى الكون منذ خلق الله الأرض وإلى أن تقوم الساعة والأمم بين السعى الجاد والمتراخى يعتريها ما يعترى البنيان من الصلابة والتصدع والاعطال وأحيانا التهدم .

فى كل مراحل الأمم رجالات من بين نفس النسيج يصلحون لإعادة ما تهدم ويصلحون ما فسد حتى يستقيم البناء .

إن المتأمل الجيد لعمليات الصيانة والإصلاح للمشكلات المجتمعية يدرك أن من يصلح لعمليات الترميم والصيانة والحل يختلف تماماً عن ما يصلح أن يكون للبناء الأساسى .

بمعنى أن من يقوم بإصلاح الأعطال ليس أكثر خبرة ممن يصنع الشى من البداية  إنما هى فطنة وموهبة وهو لا يصلح لغيرها من الأعمال .

وبالمثال يتضح المقال . فمثلاً من يقوم بترميم وتنكيس الجدران لا يستطيع بالضرورة أن يضع رسماً هندسياً ولا يستطيع أن يبنى كامل البيت كما يقوم به مهندس البناء  فالأعمال متشابهه والخبرات مختلفة .

الذى يصلح الأعمال الكهربائية  للسيارات لا يستطيع أن يفهم أويصمم كل الدوائر الإلكترونية فى السيارة . ولكنه بلا شك يصلح ما أتقن فهمه من ظواهر وتكرر من أعطال أمامه وهو ماهر بها لتكرراها .

كذلك من يصلح الأعمال الميكانيكية للسيارة قد لايستطيع قيادتها ولكنه يستطيع أن يصلح العطل أو يرشد عنه ويمضى . لا يستطيع أن يفعل أكثر .

جميع الأمم تحتاج فى فترات تعثرها إلى ذلك الذى أسمية ميكانيى الأعطال

( إقتصادى – سياسي- تربوى -ثقافى -الخ)

لا يقوم بعمل إدارى مستقر وإنما يصلح عطلاً وخللاً مؤقتاً ثم يمضى . يأتى به ويختاره من يستطيع تيسير الدولة بأكملها ممثلا فى مؤاسساتها الرسمية،

ليقوم ذلك الميكانيكى بأعمال الاصلاح فقط ثم يعاود ادراجة ويستمر البناء , كلنا يحتاج الى ميكانيكى الاصلاح فى وقت من الاوقات .

بل إن ذلك نهج قائم منذ الآف السنين .إستعان رسول اللة بسلمان الفارسي لعمل الخندق غير أن سلمان لم يكن فارساً مشهوراً وإنما كان ميكانيكى تلك الأزمة ومن أسباب النصر فى معركة الخندق .

 صاحب فكرة إزالة سد برليف بالمياه فى حرب إكتوبر لم يضع الخطة ولم يحارب بالأسلحة بل كان ميكانيكى الأزمة . حل مشكلة جعلت من النصر ممكناً . 

كذلك قدمت القيادة السياسية نموذجاً رائعاً لذلك فى العديد من المجالات . منها حين إستعانت بالدكتور هانى عازر فصنع الانفاق . لحل مشكلة ربط الشرق بالغرب فكان ميكانيكى الأزمة .

خلاصة القول أننا بحاجة إلى هذة النوعية من الأشخاص وخلق بيئة عمل لهم لتنجح جهود الدولة فى العمل .

ولكن تظهر المشكلة الحقيقية كيف نجدهم ؟ وكيف نستخدمهم؟ وإننى أرى لذلك خطوات محددة :

  1. قيام الاداريون الثابتون فى وظائفهم (الجهاز الادارى للدولة ) بتحديد المشكلات التى تواجههم بكل دقة . 
  2. تحديد التخصصات المطلوبة لإصلاح تلك المشكلات .
  3. طرح أفكار إنتقائية للوصول إلى تلك العناصرالمتخصصة( ميكانيكى الأصلاح ) فى صورة
  4. ( مبادرات – مسابقات- مشروعات تخرج – ابحاث ومكافئات – جلسات عصف ذهنى للأساتذة الجامعات فى التخصصات المطلوبة -الخ) .
  5. الخروج من النمطية وتوظيف هؤلاء المتخصصون فى أعمال محددة لحل المشكلات وليس فى الجهاز الادارى للدولة لضمان الانجاز والمنافسة .
  6. تقديم مكافئات مجزية مقابل تلك الافكار بشكل لا يرتبط بالمكافئات العادية
  7. الإستعانة بالمتخصصين فى أكثر من لجان بشكل غير رسمى من قبل الجهاز الادارى للدولة وخاصة فى المحليات مثل (تجميل الميادين بواسط مشروعات تخرج طلبة الفنون الجميلة والتطبيقة بأفكار إبداعية )

فى النهاية لن تقوم أى دولة دون تكاتف كل أصحاب الرأى وفق نظام دقيق تضعه الجهات المنظمة وأفكار المبدعين . حفظ الله مصر من كل شر وسوء 

رحلة البحث عن ميكانيكى الإصلاح

  

Loading

عن احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

شاهد أيضاً

المرأة الصبور والصبي اليافع 

المرأة الصبور والصبي اليافع بقلم / محمـــد الدكـــروري المرأة الصبور والصبي اليافع اليوم : الجمعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *