وراء كل جامعة عظيمة امراة بقلم الدكتورة..امينة المهدي

وراء كل جامعة عظيمة امراة

بقلم الدكتورة / امينة المهدي

____________________

في قلب مدينة فاس القديمة، تقف مدرسة/مسجد القرويين كجوهرة مخفية تهمس بأسرار الماضي، و تجمع بين خيوط البعد الروحي، والأهمية التاريخية و كشهادة على تمكين فاطمة الفهري التي تحدت كل الأعراف وكسرت الحواجز و نجحت في دمج الشكل والوظيفة لإنشاء واحة روحية و تعليمية لأجيال متعاقبة. فقدمت بذلك رؤى قيمة حول المعايير الاجتماعية والثقافية والدينية لذلك العصر.  

تركت فاطمة الفهري، بصمة لا تمحى في سجلات التاريخ بإنشاء أول جامعة في العالم أسستها امرأة، وهي جامعة القرويين: المؤسسة الاستثنائية، التي ظلت تعمل بشكل مستمر لقرون ، تقف بمثابة تحية قوية لإيمان فاطمة الذي لا يتزعزع بإمكانات المعرفة الإنسانية، ورؤيتها لمجتمع أكثر استنارة، وإحساسها القوي بالمسؤولية الاجتماعية.

 أصبح مسجد /جامعة القرويين، فيما بعد مؤسسة رائدة واحدة من أقدم مراكز التعلم وأكثرها تميزا،في العالم الاسلامي. و كمنارة أمل لعدد لا يحصى من العلماء والطلاب الذين سعوا إلى المعرفة والحكمة داخل أسوارها. بفضل هندستها المعمارية الرائعة، ومكتباتها الغنية، وأعضاء هيئة التدريس المتميزين.جذبت جامعة القرويين العلماء من كل مكان الذين سعوا إلى المشاركة في مناقشات حية، في العلوم والفلسفة، والتعمق في تعاليم الشريعة الإسلامية.

قدمت المدرسة في البداية، منهجا دراسيا مصمما خصيصا لتلبية احتياجات المجتمع المحلي، ودمج المهارات والمعارف التقليدية مع المواد الحديثة. ساعد تركيز المدرسة على التعليم العملي الطلاب على تطوير المهارات ذات الصلة بحياتهم اليومية، مما جعلهم أكثر اكتفاء ذاتيا وأعضاء منتجين في المجتمع. علاوة على ذلك، ساعد التزام المدرسة بتوفير التعليم للجميع، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية أو الجنس، عل تعزيز المساواة الاجتماعية، و لعب دورا محوريا في تشكيل المشهد التعليمي في المنطقة.

ومن خلال إنشاء جامعة القرويين، لم توفر فاطمة منصة لمتابعة المعرفة فحسب، بل عززت أيضا ثقافة التعلم والتفكير النقدي والابتكار. أصبحت مؤسستها منارة للتعلم، وجذب العلماء والطلاب من جميع أنحاء العالم، علاوة على ذلك، تمكنت كثير من النساء لمتابعة وظائف في مجال التعليم، و تكسرت بذلك الأدوار التقليدية للجنسين. كما سلط إنجازها الرائع الضوء على أهمية التعليم كمحرك رئيسي للتقدم الاجتماعي والتمكين والتنمية الاقتصادية. واليوم، يستمر إرث فاطمة في إثبات القوة التحويلية للتعليم والإمكانات اللامحدودة للمراة.

 كان تأثير المدرسة على تطوير التعليم متعدد الأوجه ، و صمد أمام اختبار الزمن.

 فكل تعليم عظيم وراءه امرأة.

Loading

عن elmessaa0elaraby

شاهد أيضاً

تعريف الجيل الحالي بأبطال اكتوبر المشير أحمد إسماعيل على

تعريف الجيل الحالي بأبطال اكتوبر المشير أحمد إسماعيل على بقلم /عبدالقادر حسنين المساء العربي كان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *