(دراسة نقدية) في أعمال الفنانة التشكيلية المغربية/ صبحى طيانة  بقلم الناقد : سيد جمعة

(دراسة نقدية)

في أعمال الفنانة التشكيلية المغربية/ صبحى طيانة 

بقلم الناقد/ سيد جمعة 

بعنوان ( الخط واللون دلالات بصرية 

في لوحات الفنانة .. صبحى طيانة ) 

                         قد يكون بابلو بيكاسو هو الأكثر شهرة بين فناني القرن العشرين ؛ فقد ابدع خلال حياته عددا كبيرا من الأعمال الفنية بداية من التصوير والنحت حتى الخزف ؛ فشغفه بالتجريب , وشجاعتهِ في إستخدام أساليب وإتجاهات مختلفة ، أنتجا إبداعاتٍ أحدثت أثرا كبيراً في معاصريه من الفنانيين ، وكما قيل عنه : 

” فإن الفنانون مبدعوا اليوم الذين يبدعون بكل وسيلة ويستخدمون خاماتٍ مختلفة , يفعلون ذلك ، لأن بيكاسوا أوضح لهم الطريق .. ” 

ويبدو ان فنانتنا المغربية/ صبحى طيانة

شغفتها التكعيبية وما تمثله من خلال عناصرها الهامة كالأهتمام بالخط ، والشكل الهندسي إسطواني أو حلزوني او مكعبات أو هرمي .. الخ 

  بجانب الرؤية من زوايا متعددة والجمع بين هذه الرؤى و الزوايا والإضاءات المتعددة في شكل أو منظور مرئي بصورة تُخالف المألوف من الرؤى الكلاسيكية ،

ونحن نتأمل هذه الأعمال المُتاحة يتيسر لنا القول ، أن العمل الفني دون مشاهد قادر على الإحساس به يبقى كا الكنز المغمور الذي لا يمكن التصرف فيه ولا الإستفادة منه . فالمتلقي للعمل التشكيلي مساهم في عملية الإدراك بالضرورة . إن الظاهر الجمالى الذي تبرزهُ لنا اللوحة مثلا هو مادة وفكر نتيجة لتفاعلات مادية وروحية وهو إمتدادٌ للفنان و إنفصالٌ عنهُ في الآن نفسهِ .

 

تستوقفنا ايضاً الألوان وتباينها أي تضادُها وإختلافها والبالغ الأهمية في مساحاتِها أو نوعية ألوانِها ودرجة إشباعها أو قيمتها الضوئية ليتأكد لنا عُمق الخبرة التجريبية لإستخدام دلالات اللون ودرجاته وتوزيعه على سطح اللوحة كمفردة ودلالة تُعين المُتلقي والمشاهد في تجميع كل هذه الدلالات من عناصر اللوحة لقراءة جيدة للوصول للجملة التي يجسدها العمل أو الفنان على سطح اللوحة إن هذا التباين في الألوان ما بين تباين اللون الواحد ذاته ، أو التباين المتزامن ، او المتكامل نوعي أو كيفي أو كمي ..الخ ، وبعض من هذا يقودنا إلي الإنطباعية المرتبطة بالتأثير البصري .

إن تميز الفنانة صبحى طيانه يرتبط مع هذا الفهم العميق لدلالات الخط واللون و تأثريهما المتبادل في تكوين بؤرة العمل الفني ولإستحداث رؤية بصرية مخالفة للمألوف فضلا عن أنه ناتج من دراسة واعية لعناصر اللوحة ومفرداتٍها ، فإن تميزها كما قلنا ناتج عن شغف بالتجريب والشجاعة المحضة في تقديم لوحاتٍ غير مألوفة تماماً كمن عرك التفاعل أو إقتدى ببيكاسو في التجريب لا التقليد .

ســيــد جــمــعــه           

ناقد تشكيلي وأديب

Loading

عن elmessaa0elaraby

شاهد أيضاً

تعريف الجيل الحالي بأبطال اكتوبر المشير أحمد إسماعيل على

تعريف الجيل الحالي بأبطال اكتوبر المشير أحمد إسماعيل على بقلم /عبدالقادر حسنين المساء العربي كان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *