مقالات ووجهات نظر

كم مِن طِيبٍ ظاهرٍ أضمرَ عظيم الأذى

بقلم : بسنت صلاح عباس

كم مِن طِيبٍ ظاهرٍ أضمرَ عظيم الأذى

ليس شرطًا أنْ يكون جميلُ الكلام لطيفَ المُعاملة.. و لا عميقُ الفِكر عظيمَ التَّفاهم.. و لا طيِّبُ الفِعل نقيَّ السريرة. فكم مِن طِيبٍ ظاهرٍ أضمرَ عظيم الأذى.

أنْ تسيرَ بين عُمومِ الناس حاملًا جمال الظنّ و تاركًا لُطف الأثر لا يعني أن تُفتِّحَ أبواب قلبك، و تخلع حِجاب خُصوصيِّتك، فتُقحِم نفسك في موضع أذىً مِن حيث لا تحتسب.

بل سِرْ بين الناس قابضًا على لُطفِك و حذَرك معًا.

و أعلمْ أنَّ مِن اللطف أن تظن خيرًا في العابرين، و لا يستدعي ذلك أن تَستَبِقَ ثقتك فيهم عاجلًا. و أنَّ من الحذر أن تحتاط في قربك مِن القاصدين، و لا يعني ذلك أن تُسيء ظنّك فيهم مُسبَقًا.

كم مِن طِيبٍ ظاهرٍ أضمرَ عظيم الأذى

و إنما اللطف الحقّ ما بدرَ منك حُرًّا دون تفريطٍ في سلامتك، و إنما الثقة الحقّة ما نبَتت فيك مِن سُقيا المُعاملة لا مِن سراب توقعاتك و سذاجة آمالك. و إنما الحذر الحق ما تحرَّى حقيقة الأمور فحسب، دون تهويلٍ أو تَوهيمٍ.

و اعلم أنَّ تبيُّنَ الحقيقة ليس في الفضائح الرائجة فحسب، بل في الفضائل الظاهرة كذلك.

 

كم مِن طِيبٍ ظاهرٍ أضمرَ عظيم الأذى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى