جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
قرداتى وحاوى وأراجوز هوليود الشرق
بقلم الكاتبة / غادة العليمى
يجذب الصوت العالى الناس ليلتفتوا اليه ليس اعجاب ولكن تساؤل من هذا المزعج وما هو سر هذه الضوضاء الكريهه
وقديما كان الحاوى والقرداتى والاراجوز الذى يمرون تحت البيوت يجلبوا معهم طبلة عالية الصوت يدقون عليها دق مزعج ليخرج الناس من منازلهم ويشاهدوا عروضهم ويلقوا اليهم من شرفات المنازل ما يجيدون به عليهم نظير عجين الفلاحة او النوم على المسامير او بعد سماع حدوته مبتذلة لاراجوز من خشب
كذلك هى بعض البرامج التى يستضيفون فيها من يسمون انفسهم فنانين هذا الزمن او ان صدق القول كما كانوا يسمونهم قديما المشخصاتية لان لقب الفن جبر بانتهاء فنانين وكتاب ومخرجين زمن الاناقة والذوق والاخلاق الذين رحلوا ورحل معهم المسمى المهيب
وحتى ان لم تكن من مشاهدى هذه المساخات لكن غالبا ستثيرك الضوضاء لتتوقف وتشاهد وتتعجب وتمضى فى طريقك حزينا على ما يسموه اعلام هذه الايام وهو مهنيا لا يختلف كثيرا عن القرداتى والحاوى والاراجوز
وقد اختارت معظم البرامج خاصة التى تعرض للاسف فى شهر الكريم موضوعات الخلافات الشخصية لاستضافة طرفين يجيدون الفضفضة لتصنع من خلافاتهم وصلات من عروض للردح واخبار من توافه الاسرار الشخصية والانفراد بكشف عورات العلاقات بين شخصيتين لا يهموننا فى شئ
او تصرف ببذخ وغباء يدل على سفاهه انتاج لا يمكن غير ان يكون غسيل للاموال على برامج مقالب سخيفة لتحظى بمشاهدة عالية للنجمة س بدون مكياج او للنجم ص وهو يسب ويصرخ معتمدة على نسب المشاهدة العالية لهذه البرامج وكانها مقياس للنجاح بينما ابشع الحوادث على الطرقات تحقق تجمعات ومشاهدات اعلى بكثير.. ولم يذكر احد ان الحادثة نجحت لانها اجتذبت المارة فى الشوارع والمشاهدون لليوتيوب
لتصير برامج الاعلام.. تحديث عصرى
لعروض الاراجوز والقراداتى والحاوى
وسأترك للقارئ التصنيف ليختار وحده من يضعه فى خانة القرداتى ومن يصلح حاوى ومن لا يخرج عن كونه ارجوز.. ولكن بلا شك اننى والقارئ سنشترك معا فى الاسف على ما آلت إليه مهنية الاعلام فى هوليود الشرق بلد الفن والحضارة والعلم والاعلام مصر
قرداتى وحاوى وأراجوز هوليود الشرق
747 إجمالي المشاهدات
