الوطنية ملاذ الفاسدين
بقلم/ محمود جلال
الوطنية ملاذ الفاسدين
قال الإمام الأوزاعى:
” إذا أراد الله بقوم سوءا أعطاهم الجدل ومنعهم العمل “.
– كثيرا ما يعبر عن مفهوم الوطنية بأنها الإحساس بالإرتباط والالتزام لأمة أو لوطن وما يتضمن ذلك من رغبة في التضحية من أجل مصلحة هذا الوطن، وتعلقا خاصا بصلاحه وخيره، أو بمفهوم عام فالوطنية هى حب الوطن.،
– ولا يختلف حب الوطن عن الحب فى العلاقات الإنسانية غير أن حب الوطن أسمى وأنبل كثيرا فالأساس فى العلاقات الإنسانية أنها قائمة على العطاء المتبادل، أما الوطنية فهى عطاء بلا مقابل وهبة خالصة لا يرجى منها شئ سوى رفعة وتعزيز مصلحة الوطن – فطالما كان الإيمان بالوطن نفسه قوة تتضاءل أمامها جميع القوى -،
– غير أن هناك كثيرا ممن علت أصواتهم والتهبت حناجرهم بشعارات وكلمات رنانة ليعبروا عن مدى وطنيتهم وحبهم لوطنهم متخذين بذلك سبيلا ونهجا فى إستمالة عاطفة وتأييد الشعوب لهم سواء أكانوا من أصحاب مناصب السياسية، الحريصون على مناصبهم ، أو من أصحاب الطموح السياسى الطامعون فى منصب يبتغون به مصلحة شخصية ، ولا يختلف هؤلاء عن هؤلاء فى فسادهم، فلا يجوز بأى شكل أن تلجأ إلى وسيلة مريبة مترخصا فى إرتكابها حتى سمو المقصد،
– وللحق فإن برأيى أن الوطنية الحقة هى صورة من أعظم صور الإيمان، فهى صورة من الإخلاص والوفاء، وصورة من البذل والتضحية والفداء، وهى رسالة تكمن فيها قوى الإيمان بالوطن تلقى على عاتق الأفراد فيتلقونها بعقيدة راسخة تقدر المسؤلية وتعظم المهمة،
– ولا يشترط أن تكون صاحب منصب سياسى أو رائد من رواد العمل الإجتماعى لتظهر دورك الوطنى أو واجبك تجاه وطنك، لكن أن يكون دورك هو دور المنتج قبل دور الناقد، ودور الساعى قبل دور الشاكى، فبالعمل وبالإتقان فى العمل نخلق سبيلا للمحافظة على الوطن والزود عنه.
الوطنية ملاذ الفاسدين
